تاريخ الجامعة

تاريخ الجامعة

تاريخ جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية

تُعد جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية علامة فارقة في تاريخ التعليم الأكاديمي في اليمن، حيث أُسست في الثامن من رمضان عام 1437هـ، الموافق 13 يونيو 2016م، بموجب قرار رئيس اللجنة الثورية العليا رقم (161) لسنة 2016م، في ظروف استثنائية عصيبة تمر بها البلاد. كانت هذه اللحظة بمثابة ميلاد حلم في وقت كان الوطن يواجه فيه تحديات جسيمة، حيث كان العدوان الغاشم يعصف به من كل حدب وصوب. ولكن، كما هي عادة الأمم العظيمة، فإن الأزمات تلد الفرص، وقد خرجت هذه الجامعة إلى النور لتكون منارة علمية جديدة في مجال العلوم الطبية والتطبيقية، تحمل رسالة الأمل وتعزز من قدرات الوطن في مواجهة تحدياته المستقبلية.

تقع الجامعة في جنوب العاصمة صنعاء، على شارع تعز – حزيز، في موقع استراتيجي يسهل الوصول إليه من مختلف أنحاء العاصمة. وقد جاءت فكرة إنشائها استجابةً لحاجة المجتمع اليمني الماسة إلى مؤسسة أكاديمية رائدة في مجال التعليم الطبي والتطبيقي، تسهم في تطوير وتحسين الخدمات الصحية في البلاد.

النشأة والرؤية المستقبلية

بدأت فكرة إنشاء جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية كأول جامعة حكومية متخصصة في هذا المجال، بعد دراسة مستفيضة لاحتياجات المجتمع اليمني في ظل الأوضاع الصحية الصعبة التي يعاني منها. فقد كانت الحاجة ملحة لتقديم تعليم أكاديمي متميز ومؤهل، يُسهم في تزويد البلاد بكوادر متخصصة تسهم في تطوير القطاع الصحي وتلبية احتياجاته المتزايدة.

لقد قام مجموعة من الخبراء الأكاديميين والإداريين، بالإضافة إلى شخصيات اجتماعية ومنظمات مدنية، بوضع رؤية الجامعة ورسالتها، انطلاقاً من الحاجة الماسة إلى الجودة والتميز في التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي. الجودة كانت عنواناً رئيسياً في كافة خططها وبرامجها الدراسية، حيث اعتمدت الجامعة على الأساليب الحديثة والتكنولوجيا المتطورة في العملية التعليمية. في الوقت ذاته، كانت الجامعة تضع نصب أعينها الالتزام بمبدأ التعليم التطبيقي من خلال برامج التدريب السريري، والذي يُعد من الركائز الأساسية التي تجعل من الجامعة صرحاً علمياً فريداً يميزها عن باقي الجامعات اليمنية، سواء الحكومية أو الأهلية.

التخصص والتميز

تمتاز جامعة 21 سبتمبر بتخصصها الفريد في العلوم الطبية والتطبيقية، حيث تقدم برامج أكاديمية تهدف إلى تزويد الطلاب بمهارات عملية وتطبيقية مباشرة، تُؤهلهم للعمل بكفاءة في المؤسسات الصحية والتقنية. وقد تم تصميم البرامج الأكاديمية بعناية فائقة وفق معايير الجودة العالمية، لتكون متوافقة مع المتطلبات المحلية والإقليمية والدولية، مما يجعل الجامعة تتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات التعليمية في البلاد.

الجامعة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي منصة لتمكين الأفراد والمساهمة في صناعة مستقبل صحي ومستدام. وبتوجيهات القيادة الأكاديمية، تم تعزيز التفاعل المباشر بين التعليم النظري والعملي، عبر التدريب السريري في المستشفيات والهيئات الحكومية، مما يضمن للطلاب الحصول على تجربة عملية تثري معرفتهم وتوسع آفاقهم.

البنية الأكاديمية والتوسع المستقبلي

مع بداية مسيرتها، استقبلت الجامعة أول دفعة من الطلاب في عام 2016، حيث فتحت أبوابها للطلاب في سبع كليات متخصصة، إلى جانب عمادة البيئة وخدمة المجتمع التي تحتوي على عدة مراكز هامة مثل:

  • المركز الطبي للتدريب والتأهيل
  • مركز اللغات والترجمة
  • مركز الحاسوب وتقنية المعلومات

على الرغم من الظروف المالية الصعبة التي تمر بها البلاد، فإن الجامعة قد تمكنت من السير قدماً بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها المستقبلية. حيث عملت الإدارة على ضمان استمرارية العملية التعليمية بما يتماشى مع معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، دون المساس بجودة المخرجات التعليمية. وقد التزمت القيادة الجامعية بالتحقيق في أهدافها الاستراتيجية، وتقديم برامج أكاديمية حديثة ومتطورة تلبي احتياجات السوق المحلي وتواكب التغيرات العالمية.

الإصرار على تحقيق الأهداف

في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لم تفتر عزيمة جامعة 21 سبتمبر. بل إن تلك التحديات كانت بمثابة دافع إضافي لتحقيق أهداف الجامعة، والنهوض بها إلى مستويات متقدمة من التعليم العالي. وقد بذل القائمون على الجامعة كل ما في وسعهم لضمان سير العملية الأكاديمية على أفضل وجه، مؤكدة على التزامها بتحقيق التميز الأكاديمي والارتقاء بجودة التعليم في جميع برامجها الدراسية.

إن فترة تأسيس الجامعة تُعدّ بمثابة الانطلاقة الحقيقية التي تمهد الطريق لتحقيق طموحات الجامعة المستقبلية، والوصول بها إلى بر الأمان، فهي تتطلع إلى أن تكون صرحاً علمياً شامخاً، لا يُنافس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى الإقليمي والدولي أيضاً.

وضع الجامعة الراهن

إن الجامعة تحت قيادة أ.د. مجاهد علي حاتم معصار، رئيس الجامعة، قد حققت العديد من الإنجازات التي تستحق الفخر. فقد تم إنشاء نظام مؤسسي متكامل يضمن التميز الأكاديمي والإداري، وتم تفعيل العديد من الأنظمة الإلكترونية الحديثة التي تسهل على الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية أداء مهامهم بكفاءة. كما أن الجامعة تتوسع يوماً بعد يوم، حيث افتتحت كلية جديدة وبرامج أكاديمية تتماشى مع التوجهات العالمية في التعليم.

وتضم الجامعة اليوم 26 برنامجاً أكاديمياً متنوعة، بالإضافة إلى كلية طب الأسنان التي أحدثت إضافة نوعية للتخصصات الطبية. كما أنها تخطو بخطى ثابتة نحو الاعتماد الأكاديمي البرامجي، وتعمل بلا كلل على تطوير برامج الدراسات العليا والبحث العلمي. لقد أحرزت الجامعة تقدماً ملحوظاً في كافة هذه المجالات، وذلك بفضل الله أولاً، ثم بفضل الجهود المتواصلة من قيادتها الحكيمة وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية.

ختاماً

جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية هي أكثر من مجرد مؤسسة تعليمية؛ إنها رسالة أمل في زمن الضعف، ورؤية مستقبلية تُبنى في أحلك الظروف. إنها صرحٌ يضيء دروب العلم ويعزز من قدرة اليمن على الوقوف مجدداً في وجه التحديات، ويتطلع إلى المستقبل بعين الأمل والإصرار. لقد تأسست لتكون منارة علمية تنير طريق المستقبل، وتُسهم في بناء جيل قادر على صنع الفارق.