بسم الله الرحمن الرحيم
زملاؤنا طبيبات وأطباء الدفعة الأولى في كلية الطب بجامعة ٢١ سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية,,
حياكم الله
اعلم أن هذه السويعات التي تفصلكم عن بداية امتحاناتكم النهائية والتي من خلالها تستحقون نيل درجة البكالوريوس من كلية الطب; ليست هي فقط من أصعب اللحظات التي يمر بها أي طبيب بل هي ايضاً من اصعب اللحظات التي تمر بأي إنسان قد أثقل كاهله بهموم عظام حتى شعر بأنه مكبل غير قادر على الحركة ثم وجد نفسه قوياً عند بدء المعركة حتى أنه هو نفسه يتفاجأ بهذه القوة داخله والتي ما كان يظن نفسه يمتلكها.
ابناؤنا وبناتنا, الامتحان هو كلمة مرتبطة في الاذهان بالصعب والعسير إلا أنكم قد اعتدتم هذا العسير وقد تمرستم على هذا الصعب. فأنتم تدرسون بالنظام المكثف القوي المبني على الوحدات الدراسية ذات الطابع السريع والطابع القوي. اعتدتم على أن تجروا امتحانات متعددة في فترة قصيرة وربما أن هذا كان من اسباب عنائكم والذي ساهم جداً في نضوجكم وإدراككم لحجم القدرات التي تمتلكونها. وما امتحان الغد إلا نموذجاً من هذه الامتحانات التي قد مررتم بها; ليس فيه جديد ولا عسير إلا وانتم قادرون عليه سواءً كان عملي أو نظري. وتذكروا دائماً أن الغرض من الامتحان ليس فقط اختبار المادة العلمية التي حصدتوها خلال سبعة اعوام بل الغرض منه اختبارك كطبيب; هل أنت ممن يتمتعون بالقدرة على ضبط النفس ورباطة الجأش وحسن التفكير وحسن الأدب والطرح. كل هذا عليكم أن تراعونه يوم امتحانكم, وأنتم في أروقة الامتحان تذكروا أن تكونوا دائماً على هندام الطبيب المسلم اللائق بمكانتكم ومكانة كليتكم. اختاروا من الالفاظ احسنها وعاملوا بإحترام استاذتكم ومريضكم ولا تفقدنكم هيبة الامتحان اساسيات ما تعلمتموه خلال الاعوام الماضية.
نحن في كلية الطب ورئاسة الجامعة نعمل ليل نهار خلال الاعوام المنصرمة فقط لنستعد لهذا اليوم حيث أن كل ما قدمته الكلية من جهود اكاديمية واتمته تصب أولاً واخيراً من أجل هذا اليوم. فأنتم اليوم خريجون وأوراقكم ووثائقكم جاهزة للتسليم ما أن تنقح بدرجات البكالوريوس تكون جاهزة بمعدل ١٠٠% بإذن الله.
والآن وفي هذه اللحظات وأنا اكتب لكم, مازال العمل قائماً في أروقة الجامعة استعداداً لامتحان الغد….
وتقبلوا خالص التحية,,,
أ.د. سلوى صالح الغميري
عميد كلية الطب