ا.د/ مجاهد علي معصار
رئيس جامعة 21 سبتمبر
للعلوم الطبية والتطبيقية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وبعد،
في لحظة من لحظات الفخر والاعتزاز، أتشرف بأن أتحدث إليكم من منبر جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية، هذه الجامعة التي نشأت لتكون منارة علمية، ورمزاً للإرادة الصلبة والمثابرة في سبيل بناء وطن قوي، غني بعقول أبنائه، ومترفٍ بنجاحاته العلمية والعملية. إنها جامعة لا تهدف فقط إلى التعليم، بل إلى صناعة الأمل وبناء المستقبل المشرق لأجيالٍ من الشباب الطموح.
منذ تأسيسها في الثامن من رمضان 1437هـ، الموافق 13 يونيو 2016م، كانت جامعة 21 سبتمبر تُعبر عن رؤية متكاملة واستراتيجية شاملة، مستمدَّة من المسؤولية الوطنية والهوية الإيمانية التي نعتز بها. جامعة تأسست لتكون ركيزة قوية في تطوير النظام الصحي الوطني من خلال تقديم التعليم الطبي والتطبيقي على أعلى معايير الجودة، ولتكون المساهم الفاعل في التنمية المستدامة لبلدنا الحبيب.
لقد دأبنا على تعزيز علاقة الجامعة بالطلاب، حيث نعتبرهم محور العملية التعليمية والشركاء الرئيسيين في مشروعنا الأكاديمي. فنحن نرى في كل طالبٍ وطالبةٍ بذرةَ تغيير، وطاقة كامنة، وهم نواة المستقبل الذي نطمح إلى بنائه. إن رؤيتنا لا تقتصر على توفير بيئة تعليمية متقدمة فحسب، بل نسعى لخلق بيئة تحفز الطلاب على التفكير النقدي، والإبداع، والابتكار. نحن نعتبر أن الطالب ليس مجرد متلقٍ للعلم، بل هو شريكٌ أساسي في عملية التنمية والتطور الأكاديمي، وهو القوة الحقيقية التي تنبثق منها الحلول للتحديات التي يواجهها المجتمع.
لقد سارت الجامعة، في هذه السنوات، بخطى ثابتة نحو تطوير بنية تعليمية متكاملة تواكب المستجدات العالمية، وتعكس تطلعات هذا الوطن في قطاع التعليم العالي. نحن اليوم نضم 26 برنامجاً أكاديمياً متنوعاً، بدءاً من برامج الدبلوم المتوسط (3 سنوات بعد الثانوية)، وصولاً إلى برامج الماجستير والدكتوراه الطبية، والعديد من التخصصات الجديدة التي تواكب التطور التقني والبحثي في مجالات الطب والصحة. وقد افتتحت الجامعة مؤخراً كلية طب الأسنان، في خطوة تعزز من قدرتها على تقديم تعليم طبي متكامل، يواكب أحدث ما وصل إليه العلم.
إن هذا التوسع الأكاديمي والبنية التحتية التي حرصنا على تطويرها لم تكن لتتحقق إلا بفضل الله أولاً، ثم بفضل الدعم المتواصل والاهتمام الكبير من قيادة بلدنا الثورية الحكيمة، ممثلة بالسيد القائد، عبدالملك بدر الدين الحوثي، والمجلس السياسي الأعلى برئاسة فخامة رئيس الجمهورية، المشير مهدي المشاط، وحكومة البناء والتنمية ومن قبلها حكومة الإنقاذ الوطني، الذين أولوا التعليم والبحث العلمي الأولوية القصوى في رؤيتهم الوطنية.
لقد الدعم والمساندة الكبيرين من قبل القيادة الثورية و السياسية قد ساهمت بشكل كبير في توفير البيئة الملائمة للتعليم الجامعي، مما يعكس التزام الدولة بتطوير التعليم كمحور أساسي من محاور بناء الدولة الحديثة.
إن هذا الدعم لم يكن مجرد دعم معنوي او تحفيزي، بل دعماً حقيقياً ومؤثراً على أرض الواقع. من خلال تنفيذ سياسات تعليمية تستهدف تحسين مستوى التعليم العالي في مختلف المجالات، ومن خلال توفير الدعم اللازم للجامعات لتواكب التطورات العلمية والبحثية على الصعيدين المحلي والإقليمي. وهذا ما يضمن، في المستقبل، أن تكون الجامعة في طليعة المؤسسات التعليمية الرائدة، ليس فقط على مستوى اليمن، بل على المستوى الإقليمي أيضاً.
إن رسالتنا اليوم واضحة ومحددة. أننا نسعى إلى تعزيز التعليم في مجالات الطب والعلوم الطبية والتطبيقية والتطبيقات العلمية لتلبية احتياجات مجتمعنا اليمني، ونحن ملتزمون بتقديم أعلى مستويات الجودة والابتكار الأكاديمي، ونعمل على تمكين طلابنا من المهارات التي يحتاجونها للنجاح في الحياة العملية، والمشاركة الفاعلة في تطوير المجتمع اليمني في مختلف مجالاته. كما أننا نطمح إلى تحقيق الاعتماد الأكاديمي البرامجي خلال الأعوام المقبلة، الأمر الذي سيضع جامعتنا في مكانة متقدمة بين الجامعات العالمية المتميزة.
إن الهدف الأسمى للجامعة هو إعداد جيل من القادة الذين يحملون مشاعل العلم ويكونون قادرين على التأثير الإيجابي في المجتمع، ليس فقط من خلال علمهم، بل من خلال التزامهم بقيمهم الوطنية وهويتهم الإيمانية، تلك القيم التي تعزز من انتمائهم ووعيهم بمسؤولياتهم تجاه وطنهم وأمتهم لأننا نؤمن أن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء وطن مزدهر ومستقبل مشرق.
نقولها بكل فخر واعتزاز، إن جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية ليست مجرد صرح أكاديمي، بل هي مؤسسة تهدف إلى بناء الإنسان اليمني القوي، الذي يواجه التحديات، ويطور من نفسه، ويسهم في تقدم وطنه. ونحن مستمرون، بفضل الله تعالى، في مسيرتنا نحو تحقيق هذا الهدف، ملتزمين بتقديم التعليم الذي يرتقي إلى مستوى تطلعات ابنائنا و وطننا.
في الختام، أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى قيادتنا الثورية و السياسية الحكيمة، وللحكومة، على دعمهم المستمر واللامحدود لهذا الصرح العلمي، كما أوجه شكري وامتناني لجميع أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في الجامعة، الذين يعملون بجد وإخلاص لتحقيق رؤية الجامعة ورسالتها. كما أخص بالشكر طلبتنا الأعزاء، الذين هم جوهر هذه المؤسسة وركيزة تطورها، لأنهم هم الأمل والمستقبل الذي نبنيه جميعاً.
أدعو الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير هذا الوطن، وأن نكون دائماً على قدر المسؤولية التي حملناها تجاه الوطن و المجتمع والجيل القادم. و هذا هو عهدنا، الذي به على طريق التميز سائرون، بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ا/ عبدالقاهر العسلي
امين عام الجامعة